بلاد الشام

توضيح
الهدف والرؤية
مجالات البحث

تبوأت منطقة بلاد الشام على مر التاريخ موقعا هاما في قلب شرق البحر الأبيض المتوسط، وتمتلك مخزونا كبيرا في المجالات الجيوسياسية والثقافية والتاريخية. تأتي كلمة (Levant) “بلاد الشام” ذات الأصل الفرنسي، من الناحية اللغوية بمعنى “حيث تشرق الشمس”، وترمز إلى المشرق عند النظر إليه من أوروبا. أما اليوم، فيشير مصطلح بلاد الشام إلى منطقة جغرافية تضم سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل.

مثّلت بلاد الشام على مر التاريخ نقطة التقاء لمختلف الحضارات والأديان والثقافات، وهي منطقة جذبت الأنظار إليها بطرقها التجارية ومراكزها الدينية وبنيتها الكونية. لكن هذه الرقعة الجغرافية العريقة ارتبط اسمها في السنوات الأخيرة بالأزمات المعقدة العميقة وعدم الاستقرار السياسي ومراحل التحوّل في مختلف المجالات. حيث تتبوأ بلاد الشام موقعا هاما في قلب السياسة الإقليمية والعالمية من خلال العديد من الأزمات والصراعات مثل الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي اشتد لاسيما بعد عام 2023.

تهدف منسقية دراسات بلاد الشام في مركز أورسام إلى رصد هذه البقعة الجغرافية الحيوية متعددة الطبقات عن كثب وعن قرب، والتحليل المتعمق للتطورات السياسية والجهات الفاعلة الرئيسية ومناطق الأزمات وعمليات التحول المجتمعي في المنطقة. كما تهدف المنسقية إلى تقديم معلومات دقيقة لصانعي القرار والأوساط الأكاديمية والرأي العام، وتقديم توصيات سياسية واقعية وقابلة للتطبيق في المنطقة.

أدى سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وارتفاع حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى زيادة الاهتمام الدولي بمنطقة بلاد الشام. وفي هذا السياق، يمكن القول إن الحضور المكثف للجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية الساعية لفرض نفوذها على المنطقة يكشف بكل وضوح عن الأهمية الاستراتيجية لبلاد الشام. ولو أخذنا بعين الاعتبار العديد من الأدوات مثل أمن الطاقة، وحركات الهجرة العابرة للحدود، والتنافسات الأيديولوجية والطائفية، وصراعات النفوذ بين القوى العظمى، فإن بلاد الشام تعد من أكثر المناطق أهمية في الشرق الأوسط.

إنفوجرافيك