اكتب الكلمة التي تريد البحث عنها
1 dakika okuma süresi
عقد مركز اورسام بالتعاون مع معهد عصام فارس الذي يمارس فعالياته ضمن الجامعة الامريكية ببيروت، اجتماعا بتاريخ 15 حزيران/ يونيو 2016 للتعريف بالتقرير المعنون " تأثير الأزمة السورية على دول الجوار" الذي تم نشره قبل ذلك من قبل المركز. وقد عقد الاجتماع في قاعة معهد عصام فارس المشار اليه. وبعد الانتهاء من التعريف بالتقرير، تم تنظيم ندوة علمية بنفس العنوان حضرها اكاديميون من العراق ولبنان وتركيا وسورية. وقدم المحاضرون الذين تمت دعوتهم لحضور هذا الاجتماع من الدول التي تجاور سوريا، عروضا تضمن تاثير الأزمة السورية على بلدانهم من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وحضر الندوة كل من سفير الجمهورية التركية في بيروت جاغاتاي ارجياس، ومسؤولون واكاديميون لبنانيون، ورجال الصحافة والاعلام اللبنانيون، وطلاب الجامعة الامريكية في بيروت. ابتدأت الندوة بالكلمات الافتتاحية التي القاها كل من رئيس مركز اورسام الاستاذ المساعد الدكتور شعبان قارداش، ونائب رئيس معهد عصام فارس الدكتور ريان الامين، ونائب رئيس مكتب سوريا والعراق لمؤسسة وقف كونراد اديناور القائمة بتعضيد الندوة. وفي الجلسة الأولى من هذه الندوة المؤلفة من قسمين، تم عرض التقرير الذي اعده مركز اورسام بالاستناد الى الدراسة الميدانية التي اجراها في الدول الاربعة المجاورة لسوريا (تركيا، العراق، الأردن، لبنان). وكان هذا التقرير قد تناول تأثير الحرب الأهلية في سوريا على الدول الاربعة المجاورة لها من نواحي الهجرة والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومن حيث الاتجاه نحو الراديكالية، وبنيان الدولة والتسلّح، وذلك بشكل مقارن بين هذه الدول. وفي هذه الجلسة الاولى قدم القائمون بإعداد التقرير وهم عضو الهيئة التدريسية لجامعة اولوداغ ومستشار اورسام الاستاذ المساعد الدكتور فرهاد بيرينججي، والباحث في اورسام اويتون اورهان عروضا حول الموضوع. وشرح بيرينججي الذي كان اول المتحدثين تاثير الازمة السورية على العراق ولبنان، مبينا ان الدول المجاورة لسوريا تأثرت بشكل مشابه بالحرب الاهلية الدائرة في سوريا، غير انه وبسبب الظروف الخاصة لكل من تلك الدول، فان تاثير ذلك عليها كان مختلفا، كما وان سبل الكفاح ضد هذه التاثيرات كان مختلفا ايضا. وتناول بيرينججي في بداية حديثه تاثيرات الازمة من الناحية الانسانية، واوضح انه وان كان عدد من التجأ الى العراق قليلا بالقياس الى ما هو عليه الحال في الدول المجاورة الاخرى، فان العراق يعاني في الواقع من الهجرة الداخلية لعدد كبير من المواطنين الذين اضطروا الى النزوح من اماكن سكناهم، وان في العراق حاليا حوالي245 الف لاجئ سوري، وفي مقابل ذلك فان نحوا من مليونين ومائة الف عراقي اضطروا الى ترك اماكنهم والنزوح الى اماكن اكثر أمنا داخل بلدهم. واضاف المتحدث ان التاثير الآخر للأزمة ظهر بشكل جنوح بنيان الدولة في العراق نحو عدم الاستقرار واتجاه الحياة السياسية فيه نحو المشاكل بصورة مستمرة، وصعوبة امر تشكيل الحكومة او اختيار رئيس الجمهورية، واتباع سياسة الانتقام احيانا بالتزامن مع وجود داعش في البلاد. وتناول بيرينججي التاثيرات الاجتماعية والاقتصادية ايضا بالبحث، عاقدا في هذا الاطار مقارنة بين اقتصاد كل من العراق وتركيا ومشيرا الى المشاكل الهيكلية للعراق. واضاف بيرينججي انه عند النظر الى التاثير الاجتماعي الذي ولّدته الأزمة نجد ان الهيكل الديموغرافي قد بدأ بالتغيّر، وان هنالك قوى متباينة في العراق تتبنّى التهجير كسياسة لها. واستطرد بيرينججي قائلا انه عند النظر الى الموضوع من الناحية العسكرية، نجد ان هنالك علاقة بين استيلاء داعش على بعض المناطق وبين تأييد السكان المحليين لهذه المنظمة، وان سبب ذلك هو رؤية قسم كبير من السكان المحليين لداعش على انه ينقذهم من الجيش العراقي الذي هو اداة بيد المالكي لممارسة الضغوط عليهم. واختتم بيرينججي اقواله بالتطرق الى تاثيرات الازمة السورية على تحالفات العراق الدولية والاقليمية. وتناول بيرينججي بعد ذلك تاثير الازمة السورية على لبنان، واضاف بصدد موضوع آثار الهجرة ان لبنان هو البلد الثاني بعد تركيا الذي استضاف اللاجئين السوريين مضيفا "ان نسبة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في لبنان تشبه دخول 18 مليون لاجئ الى تركيا، ولذا فان كل شخص من اربعة اشخاص في لبنان هو لاجئ". ونوّه بيرينججي الى ان الازمة هذه لها تاثير جديّ على هيكل الدولة في لبنان و"ان اتخاذ المجاميع في لبنان موقفا تجاه الازمة في سوريا، يؤثر على هذه الوتيرة بشكل مباشر، ففي الفترة التي كانت الازمة السورية فيها على اشدّها، لم تكن هنالك حكومة في لبنان، وكانت لبنان تدار من قبل حكومات موقتة، وكان يقتضي ان تجرى الانتخابات النيابية في لبنان عام 2013، بينما تم تأجيل ذلك الى عام 2017 وان لبنان تجابه الآن مشاكل على غاية من الأهمية".
اما المتحدث الآخر بعد بيرينججي، قكان اويتون اورهان الذي تناول في بداية عرضه تأثيرات الأزمة السورية على تركيا، موضحا معطيات اساسية بشأن السوريين المتواجدين في تركيا، وانه بالرغم من ان عدد السوريين المسجلين في تركيا بحسب تاريخ مايو 2016 يبلغ 2.748.367 شخصا، فان التخمينات بهذا الصدد تشير الى وجود اكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في البلد. واوضح اويتون ان ازمة اللاجئين السوريين في تركيا لا تقتصر على الجانب السلبي فحسب، بل ان لها الى جانب ذلك تاثيرات ايجابية ايضا، تتمثل بصورة خاصة بمساهمة هؤلاء اللاجئين في اقتصاد البلد الذي يلجأون اليه. غير انه وفي الناحية الاجتماعية، فقد حدث بعض التأزّم الناجم من وجود نمط مغاير للحياة واختلاف اللغة والثقافة والتغييرات في الهيكل الديموغرافي. واوضح اويتون ان ما تملكه تركيا من استقرار سياسي وفاعلية في ديناميكية الدولة وامكانيات اقتصادية، هيّات لها الفرصة لقلب أزمة اللاجئين السوريين الى فرص، مشيرا من هذه الزاوية الى التطور الحاصل في امكانيات المؤسسات الحكومية الرسمية التي تأتي مؤسسة AFAD على رأسها، اضافة الى امكانيات مختلف مؤسسات المجتمع المدني في البلاد. اما على الصعيد الاقتصادي، فان الازمة السورية احدثت في مراحلها الاولى هزّات في هذا الميدان، غير انه امكن تلافي ذلك في الفترات اللاحقة بحيث امكن الوصول الى ارقام ما قبل الازمة، غير ان ما بذلته تركيا من مصاريف على اللاجئين السوريين، وافتراض ان تركيا كانت ستكون في حال افضل لو لم تكن هنالك هذه الازمة، لكانت تعيش تركيا في حال افضل بكثير مما هو عليه الحال الآن، ونستنتج من ذلك ان تاثير الازمة السورية على الاقتصاد التركي كان سلبيا بصورة عامة. واوضح اويتون ان التاثير السلبي للأزمة السورية على تركيا ظهر بشكل اكبر في الميدان الأمني، مشيرا حول ذلك الى التحديات التي تجابهها تركيا من تصاعد نفوذ المنظمات الارهابية في سوريا مثل منظمة PKK ومنظمتي وحدة حماية الشعب وداعش. وفي الاخير تناول اويتون اورهان بالبحث تأثير الحرب الأهلية في سوريا على الأردن، وان الاردن قلقة من الاتجاه نحو الراديكالية ومن تمزّق سوريا.
وبعد التعريف بالتقرير، عقدت ندوة علمية برئاسة رئيس مركز اورسام الاستاذ المساعد الدكتور شعبان قارداش بعنوان " تأثير الأزمة السورية على دول الجوار ". وشارك في هذه الندوة متحدثون من لبنان والعراق وسوريا وتركيا، تناولوا بالبحث تأثير الازمة السورية على بلدانهم بأبعادها المختلفة. وكان اول المتحدثين في الندوة عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الامريكية ببيروت الاكاديمي السوري فؤاد فؤاد الذي ركّز في كلمته على تاثير الازمة السورية على لبنان والتي نشات بالدرجة الاولى من وجود اللاجئين السوريين في البلاد. اما المتحدث الثاني في الندوة، فكان عضو مؤسسة المجتمع المدني السوري المسماة جبهة الاصلاح العربي الناشط السوري سلام الكواكبي الذي افاد بان المجتمع الدولي قد اخفق في موضوع الازمة السورية، موضحا تقييمه لموقف الدول الاربع المجاورة لسوريا حول الازمة السورية من وجهة نظر السوريين. وتلاه المتحدث الذي شارك من العراق وهو ديلاور علاء الدين رئيس مركز ابحاث MERI الذي هو من مراكز الابحاث المهمة في الاقليم الكردي العراقي الذي اوضح في البحث الذي قدّمه ما الذي تعنيه الازمة السورية بالنسبة للعراق وبالنسبة للاقليم الكردي بصورة خاصة. وكان المتحدث الأخير في هذه الندوة رئيس اكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية الاستاذ المساعد الدكتور مسعود اوزجان الذي اوضح تاثير الازمة السورية على تركيا، مبيّنا تأثيرات هذه الأزمة على تركيا من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية. واختتم الاجتماع بتعليقات الحاضرين وبفاصل من الاسئلة والاجوبة.
جميع الحقوق محفوظة 2012 - 2025 | Orsam