لم تعد عملية الانتخاب بشكل عام، عملية تخص الواقع المحلي للدولة ذاتها، بل تترك اثارها الواضحة على مجمل تفاعلات السياسة الاقليمية والمحلية، كيف لا، وخصوصا عندما تقع تلك الدول على محاور الازمات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط ، تلك المنطقة التي تصح تسميتها بالرمال المتحركة، والتي لا تعرف القرار ولا الثبات في عالم يتسم بالمتغيرات. وتعد الانتخابات البرلمانية العراقية 2014 القادمة حدثاً مهماً، ليس فقط في العراق، ولكن في عموم المنطقة، كما تعكس هذه الانتخابات طبيعة التطور الذي تشهده العملية السياسية في عراق ما بعد الانسحاب الأمريكي، ومدى تغيير اتجاهات الناخب العراقي، وهل سيغير ذلك من خيوط اللعبة السياسية للقوى السياسية العراقية. وعند متابعة العملية السياسية في العراق منذ انتخابات البرلمان العراقي الاولى الى انتخابات مجالس المحافظات 2009 وحتى انتخابات 2013 تكشف لنا عدد من الملامح الاساسية لتفصيلات العملية السياسية والانتخابية في العراق، لكن هذه الانتخابات 2014 هي ثالث انتخابات تشريعية جرت، بالإضافة إلى استفتاء على الدستور
جرى في عام 2005
